مهارات الإدارة
التقييم الذاتي
- التطوّر والنمو من خلال إتقان فن التقييم الذاتي
- ضمان تقدّم مستدام بفضل الأسئلة المتكررة التي توجهها لنفسك
كيف تقوم بـ:
لديك شك مزعج في قدراتك، أو: لديك ثقة زائدة بالنفس، أو: لديك تقييمات نقدية بناءة: تحوّل عدة منظمات تقييمات الموظفين إلى تمرين رسمي شكلي، ينتهي به المطاف إلى تثبيط الاندفاع والحد من التساؤلات الموجهة لمعالجة نقاط الضعف وإبراز نقاط القوة. على أي حال، لن تلمس تقدمك الحقيقي حتى تسأل نفسك ما المجالات التي يمكنك التطور فيها. قد يشير مديرك إلى المجالات القابلة للتطوير في شخصيتك، لكنك لن تستفيد من نصائحه إلا في ما يتعلق بتجاربك الخاصة وطريقة تفكيرك.
بمعنى آخر، سوف تتعلم بشكل أسرع بكثير عبر التحكم في عملية التعلم، وتقييم أدائك، وتحديد أهدافك، والسعي الدؤوب لإيجاد الدعم اللازم لتحقيقها. يتضح هذا أكثر حين تفكر في الديناميكية المعاكسة، والمنتشرة بشكل واسع: تفاخر الموظفين بإنجازاتهم، ومداراة عيوبهم، والخوف من تقييم مديرهم، وخشيتهم من احتمال إجراء مراجعة جادة.
يجب أن يكون التقييم الذاتي عملية مستمرة، ورد فعل يومي. أن تسأل نفسك مثلاً: هل تعاملت مع هذا الاجتماع بشكل جيد؟ لماذا دخلت في ذلك الصراع؟ هل يسير مشروعي على المسار الصحيح، وهل يمكنني إدارة وقتي بشكل أفضل؟ ما التصحيحات التي طرأت على عملي والتي يمكنني استخدامها في المرة القادمة؟ أين ولماذا أحسست بعدم الثقة بنفسي، وما هي المهارات التي أفتقدها للقيام بعمل أفضل؟
سوف تتقدّم فقط حين تسأل نفسك ما ما المجالات التي يمكنك التطوّر فيها
بعد كل هذا، يأتي الوقت لوضع التأمل والتفكير جانباً وبدء العمل والإنجاز. ويفضل انتظار نهاية مشروع تقوم به، خاصة إذا كنت تميل إلى الشك بنفسك. قد تحتاج بعض الوقت للتفكير النقدي بشأن عملك في نهاية العام، أو نهاية المشروع، أو بعد الإجازة.
فيما يلي بعض الأسئلة العامة التي قد ترغب في طرحها على نفسك:
- ما الذي يعجبني في عملي؟ من المفيد أن تبدأ بتذكير نفسك لماذا تقوم بهذا العمل في المقام الأول. إذا لم تتمكن من الإجابة، فقد تحتاج إلى توفير بعض الوقت، وتخطي بقية الأسئلة، وترك تفكيرك النقدي لسيرتك الذاتية.
- هل أملك دراية كافية حول ما هو متوقع مني؟ الوضوح في كل من النتائج النهائية والعمليات المؤدية له بالغ الأهمية للعمل الناجع، ولا تنسَ أن بإمكانك طلب المساعدة في أي وقت.
- هل أملك الصلاحيات الكاملة للمهام/المشاريع التي أعمل عليها؟ لا يتعدى انتظار الآخرين للمبادرة سوى كونه أمراً مريحاً نفسياً بشكل مؤقت. إذا كنت بحاجة إلى شيء من شخص آخر، عليك إيجاد طرق للحصول عليها منه أو البحث عن البدائل الممكنة. في كلتا الحالتين، يعود الأمر إليك وحدك.
- ماذا تعلمت؟ عادةً أكثر مما تعتقد، وهو إدراك مُرضٍ للغاية. على الأقل ينبغي أن يكون كذلك، وإلا فاحرص أن يعيدك تمرين التقييم الذاتي هذا إلى متابعة التعلم.
- ما هي المهارات المفيدة التي أمتلكها ولم أستخدمها؟ تجنب هذا الخطأ في المرة القادمة!
- ما الذي يجب أن أحسّنه في أدائي؟ ثابر على تحديد أولوية على الأقل والعمل على تحسينها بشكل واقعي. في غضون الأشهر الستة المقبلة، قد تصبح محاوراً أفضل وتتجاوز عتبة اللغة التي تتعلمها. لكن لا تقلق حول مضاعفة سرعة طباعتك، أو تحديث معرفتك بعلوم الأعصاب، أو تحولك إلى رسام خرائط محترف.
- ما الذي يحول بيني وبين القيام بأداء أفضل؟ السؤال الأصعب–السؤال الذي يجبرنا على الخوض في مستنقع مثبطاتنا النفسية، ومنفّراتنا الشخصية، وهواجسنا المتعلقة بعدم الثقة. عموماً، الإجابات واضحة، لكننا لا نريد مواجهتها. والأسوأ من ذلك، هي غالباً ما تكون مرئية للجميع قبل أن تطفو إلى وعينا. حتى إذا كنت تعمل في بيئة ودية، يفضل أن تسبق زملائك في الإجابة عن هذا السؤال.
- ما نوع المساعدة التي تطلبها/تحتاجها؟ قد تكون نصيحة، وقد تكون تدريباً مهنياً، أو موارد أكثر، أو ربما تعليمات أفضل، أو كل ما سبق. يمكنك تناول الموضوع مع مديرك، والتفكير بعمق في أدائك، وعرض المشاكل ولكن أيضاً اقتراح الحلول.
- أخيراً، ما الذي أطمح لأن تحققه هذه المنظمة، وما الذي يمكنني فعله لدفعها في ذاك الاتجاه؟ لا يفتح العديد من أرباب العمل المجال لمثل هذا الحوار، لكن لنفترض وجودك فيه. هنا تكمن أكبر الفرص لدفع عملك إلى مستويات جديدة.
إذا طرحت على نفسك مثل هذه الأسئلة بشكل دائم، وحرصت على إجابتها بصدق، فلا داعي للخوف من مدرائك بعد
9 كانون الثاني/ يناير 2017
The knight at the crossroads by Viktor Vasnetsov on Wikipedia / public domain