مهارات التحليل
مقتنيات ومهملات المقابلة
- تلخيص مقابلاتك للحصول على أهم المعلومات
- إنتاج ملاحظات أفضل
كيف تقوم بـ:
سيسألونك في كثير من الأحيان عن ”زبدة“ اجتماع ما. بعبارة أخرى: ما الذي كان جديداً وذا معنى، لك أو لجولة محادثات أوسع تدور حول موضوع محدد؟ ما الذي ستعود به إلى البيت، وربما تود أن تشاركه مع الآخرين؟
هذا الاستعلام يشير أيضاً إلى وجود الكثير مما ينبغي نبذه ونسيانه بسرعة. كقاعدة، نسبة الوقت المستثمر في التفاعلات الاجتماعية إلى الفوائد المباشرة التي نخرج بها تثير أسئلة حول سبب التواصل في المقام الأول. تحتوي اللقاءات الإنسانية زخارف تساهم في تلوين العلاقة أكثر من أن تساعد على تبادل حقيقي لمعلومات مفيدة. في اللسانيات توصف المحادثات في كثير من الأحيان بأنها ”لغو“، أو ملأ بتعبيرات الاحترام وكسب الثقة وإبداء الاهتمام وهكذا. قم بأية دردشة عابرة وتافهة وستدرك أن جزءاً معتبراً من مقابلات العمل الميداني قد لا يستحق الذكر على الإطلاق.
وبما أن تدوين الملاحظات وطباعتها سيستهلكان وقتاً هائلاً، من الجيد التقيد بالأساسيات وتحقيق التوازن الصحيح. لا ينبغي أن ترهق نفسك دوماً فتثبط نفسك في الاجتماعات الغزيرة؛ على نفس المنوال، حين تعطي أولوية لهذه الأخيرة ثم تفشل في الاحتفاظ بجوهرها مسجلاً فأنت كمن يطارد ذيله.
العناصر الرئيسية للمقابلة بسيطة للغاية.
- لا يمكنك حقاً تفويت كتابة الحقائق الأساسية التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر.
- عليك التقاط وجهة النظر أو ”السردية“ المحددة الخاصة بمحاورك، وحبذا لو باقتباسات جيدة تعبر عنها ببراعة.
- يجب أن تستبقي زوايا تحليل جديدة لم تأت عليها حتى الآن.
- بالتأكيد لا تنسَ أسماء وتفاصيل جهات الاتصال الأخرى، مثالياً مع خلفية موجزة حول سبب إشارة هذا المحاور إلى أولئك الأشخاص.
- ومن وقت لوقت، قد ينطوي القيل والقال على قيمة معرفية تفوق ما نكترث له بالعادة.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم متابعة التداعي الحر لأفكارك أثناء تلقيك ومعالجتك لهذه المعلومات. جميع الاجتماعات تمثل، إلى حد ما، لحظة تحول: لا ينبغي أن تبقى كما أنت مع نفس الأفكار بعد خروجك من الاجتماع. العمل الميداني يجمع هذه اللقاءات لتشكل جزءاً من تحول أعمق، حيث تختبر موضوعك وتتلاعب به وتركب قطع التي تتبدى لك مع الوقت. يجب أن تعكس ملاحظاتك هذه الطبقة الأخرى، والتي تتطابق لا مع ما يقال بل مع تأثيره عليك. [تأكد من وضع إشارة واضحة تميزها، على سبيل المثال بوضعها بين قوسين.]
من الجيد التقيد بالأساسيات
حين تذهب من مقابلة لأخرى، يجب أن يكون تدوينك للملاحظات تراكمياً. لا حاجة لتسجيل الوقائع التي يمكن التحقق منها والسرديات النمطية أكثر من مرة واحدة. كل لقاء يطرح السؤال مجدداً: ما الذي يمكنني أن أضيفه إلى معارفي؟ وبطبيعة الحال، وجود سجل مرتّب لهذه المعارف سيساعدك كثيراً على تحديد الثغرات.
الاحتفاظ بكل شيء بشكل وسواسي هو الطريقة الأفضل لتضييع كل ما هو ذو مغزى وما هو مفقود. نادراً ما تكون زبدة أية مقابلة غنية حقاً بالمعلومات أطول من صفحتين أو ثلاث. في كثير من الحالات، وخاصة في القضايا الحساسة أو الموضوعات المألوفة لنا، يمكن تلخيص محادثة ساعة كاملة في جملتين أو ثلاث.
كل الاجتماعات هي لحظة تحول
قد يكون استذكار أجزاء من المحادثة وسيلة فعالة جداً لتركيز جوهرها في مجموعة الأمور التي ينبغي الاحتفاظ بها. بيد أن هذه الممارسة تتطلب عقلاً مدرباً وانضباطاً لا هوادة فيه. تماماً كحلم تنساه بسرعة بعد الاستيقاظ، يمكن للمحادثة أن تتلاشى فوراً. يبدأ تقييدها في الذاكرة حتى قبل أن تنتهي عبر أخذ ملاحظات ذهنية للكلمات المفتاحية وتسلسل المواضيع. ولتكون لها قيمة دائمة، ينبغي كتابة هذه الملاحظات الذهنية في أسنح فرصة. فقط حين تكون رؤوس الأقلام مكتوبة على الورق أو على الشاشة يصبح من الممكن، في غضون 48 ساعة على الأكثر، تذكر تدفق وتفاصيل المناقشة.
بهذه الطريقة، يمكنك أن تحتفظ بكل من التركيز والعفوية أثناء المقابلة وبالتأكد من تقطيرها إلى جوهرها. رغم أن هذه المقاربة أبعد ما تكون عن المثالية، إلا أنها في أغلب الأحوال السبيل الوحيد حين يتكثّف العمل الميداني وتمتنع الأساليب الأكثر شمولاً.
على أية حال، حين تجاهد لتحفيز نفسك على تدوين الملاحظات وطباعتهم، فكر في هذا الأمر: حين لا تتراكم لديك زبدة فهذا يعني أن كل عملك الميداني وما انطوى عليه من مشقة وتغيير جذري في قواعد اللعبة مصيره سلة المهملات. لذا اشحذ قلمك جيداً!
12 كانون الأول/ديسمبر 2016