السياسات
المسؤولية الاجتماعية
رؤية سينابس
بينما نعالج المشكلاتِ المجتمعيةَ، فإننا ندقق في ممارساتنا للتأكد من أنها تتوافق مع المبادئ التي نعلنها. نعتقد أنّ النشاط الأخلاقي والمسؤولَ اجتماعياً يتطلب عمليةَ مراجعةٍ ديناميكية وذاتية النقد. يسترشد جهدنا بالإطار التالي، والذي نحدّثه باستمرار ليتطور عملنا باستمرار .
1. إعطاء الأولوية لرأس المال البشري
تهدف سينابس إلى خلق فرص عمل جيدة، وتركّز على توظيف المهنيين الشباب محلياً. يلتزم أعضاء الفريق هؤلاء بالبقاء ضمن بيئتهمُ الخاصةِ والمشاركةِ في تحدياتها المحددة على المدى الطويل. تحرص سينابس على عدم تسريع أية هجرة للأدمغة؛ بدلاً من ذلك، نأمل أن يطبق الخريجون مهاراتِهم داخل المنظمات المحلية التي تسعى إلى التحسين الاجتماعي.
تدرك سينابس قيمة التنوع في صفوفها، وتضمن المساواة بين الجنسين على جميع المستويات، من قبيل صنع القرار والتعويض والتقدم وما إلى ذلك. كما نحرص على المضيّ قُدماً في الأمور من خلال استكشاف كيفية تطبيق المبادئ النسوية على منظمةٍ مثل منظمتنا في عمليةٍ تشمل جميع موظفينا.
تستثمر سينابس في موظفيها بحق، وتزودهم بالتوجيهِ المكثف والتدريبِ المهني المخصص ودوراتِ اللغة وفرصٍ لصقل مهاراتهم في تنظيم المشاريع والتنقل داخل المنظمة؛ كما نستثمر في الأدوات التعليمية لتوثيق عمليات التعلم ومكافأتها. للاستفادة من الحكمة التي تحيط بنا، تستضيف سينابس ندواتٍ يشارك فيها محترفون ذَوو خبرة الدروسَ التي تعلموها خلال حياتهمُ المهنيةِ؛ كما ندعم المشاريع الشخصية لموظفينا إلى أقصى حد ممكن.
نحن مقتنعون بأن الإنتاجية تتطلب تحقيق توازن بين ساعات العمل والإجازات. كما نلزم فريقنا بمعايير عالية من الكفاءة والإنتاج والمبادرة الريادية، ونشجع الزملاء على قضاء إجازاتٍ تصل إلى خمسة أسابيع، واستخدام أوقات فراغهم لإعادة شحن طاقاتهم وتوسيع آفاقهم.
2. الاندماج المحلي
تسعى سينابس جاهدة إلى تجذير نفسها في بيئتها وإنشاء القيمة المحلية. جميع الموظفين، مع استثناءات مبررة، يوظّفون محلّياً ويعملون في الميدان. ننفق إيرادات سينابس في الغالب على خلق فرص العمل وتكاليف العمل الميداني والضرائب المختلفة، وبهذا نعيد استثمارها في الاقتصاد المحيط بنا.
نختار مشاريعنا بعناية حسب الأولويات محلياً وذات الصلة بالمجتمع. نحن نعمل عن كثب وباستمرار مع موظفينا وشركائنا وأقراننا لتعظيم قيمة أي مشروع معين للسياق المطروح، ونتحاشى التسبب بأي ضرر غير مقصود. في نفس السياق، تستهدف منشوراتنا جمهوراً محلياً في المقام الأول.
تحرص سينابس على دعم المنظمات المحلية والتعاون معها وتعزيزها بشكل عامّ ضمن بيئتها. نحن نتجنب المنافسة التي قد تضر بأقراننا إدراكاً منا بأن سينابس لا ينبغي أن تزدهر على حسابهم؛ فنقوم بدلاً من ذلك بتطوير التآزر والمشاريع المشتركة، والإعلان عن أعمالهم عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا، وتبادل الخبرات ذات الصلة من خلال خدمات مجانية؛ كما نعتبر استثمارنا في موظفينا بمثابة تعزيز "للنظام" المحلي الأوسع، حيث يستخدم خريجونا المهارات التي اكتسبوها في سينابس لمنفعة الآخرين.
3. مكافأة الجهد بشكل معقول
استجابةً لغياب المساواة المتزايد وسوق العمل الاستغلاليّ، تتعامل سينابس مع التعويض من خلال قواعدَ أخلاقيةٍ قائمةٍ على الفطرة السليمة. نحن نرحب بمساهمات المتطوعين التي يقدمها المهنيون الموظفون، غير أننا نتجنب التدريبَ الداخلي غيرَ المأجور، فلا نستقبل المتدربين إلا إذا استطعنا المساعدة في تغطية النفقات التي يتكبدونها أثناء فترة التدريب، ما يجعل التجربة محايدة من حيث التكلفة بالنسبة لهم؛ ويعتمد هذا بشكل عام على قيام المتدربين بجمع قدر من التمويل، كالتمويل من خلال المنح الدراسية على سبيل المثال.
بالنسبة للموظفين المبتدئين، نحدد الرواتب وفقاً للممارسات المحلية، ونصححها عند الضرورة لضمان قدرة الموظفين على إعالة أنفسهم بشكل كامل. بالنسبة للمناصب الإدارية، نشجع كلما أمكن الترقياتِ الداخليةَ أو التعييناتِ المحليةَ بدلاً من توظيف أناس من خارج سينابس.
أخيراً، نحدد الفرق بين التعويضات الأعلى والأدنى داخل المنظمة بحد أقصى من عشرة إلى واحد. (يتم تضمين هذا التقييد كمسألة مبدأ تحسباً لتوسع وتحول كبيرين؛ وحالياً تعمل سينابس بحد أقل بكثير.) ينبغي مكافأة القيادة بطرق تتناسب مع قدرتهم على صياغة رؤية مستدامة، والمسؤولية الشاملة عن تنفيذها بنجاح، وعبء العمل الأكبر، والمخاطرة الشخصية، مع تجنب التفاوتات الهائلة الظاهرة في معظم المؤسسات.
4. احتساب التكاليف الكاملة
بينما تُدار سينابس كمنظمة غير ربحية، فإننا حريصون على صياغة فهم واقعي لتكاليفنا. هذه أمور مهمة لعدة أسباب، فنحن نهدف إلى تقديمِ منتجات جوهرية وموضوعية عالية الجودة، وتقديمِ القليل من التنازلات على هذه الجبهة؛ ونعتقد أنّ هذه النتيجة تتوقف على التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالموظفين؛ ونلتزم بجميع مسؤولياتنا والتزاماتنا المتعلقة بالضمان الاجتماعي والتأمين والضرائب؛ ونستثمر على نطاق واسع في العمل الميداني والتحرير والترجمة ومراقبة الجودة، وتترتب على ذلك كله نفقاتٌ إضافية.
يتضمن مفهومنا "للتكلفة الكاملة" عدة مبادئَ ذاتِ صلة بالمسؤولية الاجتماعية. المبدأ الأولُ هو إصرارنا على النظر في السعر المرتبط بوقت موظفينا. يستلزم أيّ عمل في يوم معين تكاليف كبيرة على سينابس، ما يعني أنّ على الموظفين الابتعاد عن الأنشطة التي تقلل من الالتزامات التي تجلب الدخل للمنظمة. يتضمن ذلك النشاطَ المفرطَ على وسائل التواصل الاجتماعي، والمؤتمراتِ غيرَ ذاتِ الصلة، والتواصلَ غير الهادف، والاجتماعاتِ التي لا لزوم لها، ورسائلَ البريد الإلكتروني غيرَ المبررة، وما إلى ذلك. هذه مسألة واقعية اقتصادية للمنظمة وشكلٌ من أشكال الاحترام الواجب لشركائنا الذين يدعمون عملنا. يعادل ثمن الوقت، بالنسبة لسينابس، "تكلفة الفرصة"، أي تكلفة عدم القيام بما هو منتِج حقاً. يؤدي هذا بالموظفين إلى رفض العديد من الدعوات التي كانوا سيقبلونها عملاً بالأعراف والتقاليد الاجتماعية.
المبدأ الثاني هو أننا ندرس التكاليفَ الجماعيةَ غيرَ المحسوسةِ، والحرجةَ في ذات الوقت، والمرتبطةَ بأنشطتنا. تشمل بواعثُ قلقنا انخفاض قيمة العمل الفكري من خلال التدريب الداخلي غير المأجور، والمنشوراتِ المجانية، والعقودِ التي تعاني من نقص التمويل؛ وتقويضِ المنظمات المحلية من خلال المنافسة غير المقصودة؛ وتعزيزِ التدخلات المشبوهة من خلال إعطاء الأولوية لجمع الأموال على الأهمية الاجتماعية؛ أو مكافأةِ أسوأ الممارسات بدافع النفعية. نتخذ خطواتٍ متواضعةً، لكنها ملموسةٌ لتقليل هذه الآثار الجانبية عبر دفع اشتراكاتٍ لوسائلَ إعلاميةٍ رئيسةٍ مثلاً؛ واحترامِ حقوق الملكية الفكرية بعناية؛ ومشاركة أكبر قدر ممكن من معلوماتنا وتحليلاتنا.
المبدأ الثالث والأخير يتمثل في أننا نبذل جهوداً كبيرة لمعالجة التكاليف الجماعية الأكثر وضوحاً، عن طريق إعادة تدوير النفايات التي يمكن إعادة تدويرها مثلاً، والنأي بأنفسنا عمّا يسمى بـ "مافيا المولدات" في بيروت، وتجنب استعمال أدوات المائدة البلاستيكية والمناديل التي تستخدم لمرة واحدة، وإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية كلّما أمكن. إننا ننظر إلى مثل هذه الأمور؛ مهما بدت تافهة؛ على أنها جزءٌ لا يتجزأ من موقفَ أكثرَ طموحاً للمسؤولية الاجتماعية.
5. الشفافية وأفضل الممارسات
تبذل سينابس قصارى جهدها في التفكير في أفضل الممارسات وتوثيقها وتنفيذها في مجال نشاطها، وتهدف إلى اقتراح مجموعة من المعايير التي يمكن أن تساعد في زيادة الشفافية والمساءلة الحقيقية. ننشر باستمرار المذكراتِ المنهجيةَ بناءً على منحنى التعلم الداخلي الخاص بنا أملاً منا في أن يستفيد الآخرون من دروسنا المستفادة، ونترجم هذا العمل الكامل إلى اللغة العربية لتوسيع نطاق القراء الذين يمكنهم الاستفادة منه.
لأسلوب إدارتنا ذاتُ القدر من الأهمية؛ إذ تضع سينابس متطلباتِ القيادة على مرأىً من الجميع، ويجري تقييم المديرين من قبل الموظفين؛ فهدفنا هو تشجيع التفكير الحر والنقاش والنقد الداخلي ومكافأته، ويتضمّن ذلك اختبارَ طرق جديدة لمشاركة المعلومات بين الموظفين. كما نراجع بشكل منهجي عملياتِنا الداخليةَ الخاصةَ، ونناقش بشفافية القضايا الحساسةَ كأزمات التدفقِ النقدي وإدارةِ البيانات الشخصية.
في علاقتنا بالعالم الخارجي، نقدم لشركائنا تقاريرَ سرديةً وماليةً صريحةً للغاية وغير اعتيادية؛ وننشر الدروسَ المستفادة من نجاحاتنا وإخفاقاتنا على الملأ؛ ونُشرك المنظماتِ الأخرى في عملية تبادل الأفكار الجماعية حول أفضل الممارسات. وبالمثل، يمثل هذا البيان العلني عن سياستنا الداخلية تعهداً بزيادة مساءلتنا.